هل يمكن بناء سلام اهلي وتعايش بين مكونات المجتمع السوداني
صدي الوطن
ادم ابكر عيسي
هل يمكن بناء سلام اهلي وتعايش بين مكونات المجتمع السوداني ؟
سبب فشل استقرار النظام السياسي في السودان ،مردها الي تحديات مشروع وطني تؤسس للدولة المواطنة المتساوية، واعترف باسباب الحقيقة الكامنة وراء أزمات الوطن منذ الاستقلال الي اليوم ،قد يقول قائل إن القوي السياسية وحركات التحريرية تمتلك رؤية ومشروع سياسي، وبرامج تلامس واقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي ،الاجابة نعم لكنها مجرد تنظير عام تواجهها تحديات في التطبيق وهي ذاتها لا تتمسك بها .ك قيم ومبادئ ثابتة، بل تتلون حسب مقتضيات الواقع اللحظية المصلحي الذاتي ،سرعان ما تتحول إلي شعارات أجل كسب سياسي لحظي،ولا تمتلك مراكز لصناعة القرار السياسي الموجه للحزب أو للدولة ،الزعيم يقرر حسب معطيات الواقع المصلحي لذاته والاعضاء عليهم السير فيها دون اتباع منظومة صناعة القرار السياسي الداخلي قبل إعلانها العامة ،وهي وغير مطبق حتي علي مستوي نظامها السياسي داخلي.
الدولة السودانية ونظامها السياسي ،يعاني من أزمة اجتماعية تمظهر في جوانبها سياسي واقتصادي، وأدت الي إفتقار مجتمعات ومكونات عرقية عمدا، وتهجير بعضهم وعربنة الأخريين عبر ادجلة طويلة الأمد ،استخدمت القوي الناعمه في ذلك خاصة الإعلام ، وهي مقصوده منذ الاستعمار الذي سعت الي اتباع نظرية التبعية لتلك المجتمعات لكي تدور في فلك هياكل الطبقة الأولى، الوسطي، مع تمكين في شتي مجالات الحياة العامة في الدولة واصبحوا يتداولون السلطة والاقتصاد فيما بينهم مما أدى الي فجوة كبيرة،وهز كبيرة اجتماعية واقتصادية وسياسية مع بداية الحرب الحالية ،نتيجة للحرمان الاجتماعي وجعلت منه دولة بين الأغنياء والفقراء ، مجتمع المحروم اجتماعيا لجأ للبحث لرد كرامة الإنسانية لإيجاد اعتراف في الدولة ،عبر تحالفات مع المركز مع الهامش والخارج ،أو قيام بثورة تحرير عبر نضال السلمي ، لجأ بعضهم الي نضال مسلح ولم تفلح في بناء وطن ديمقراطي حقيقي تسود فيها المواطنة وتعايش السلمي بين مكونات المجتمع ،بفعل غياب الرؤية شاملة و الانشقاقات المتكررة التي ضربتها بفعل العامل المادي من شراء لقيادتها، وصعود الانتهازيين الي سلم القيادة عبر تقرب وخدمه الزعيم أجل الوصول إلي غاية ( الغاية تبرر الوسيلة ،تجد أكثر الناس خروجا من أحزابهم الذين كانوا من المقربين وكانوا ضد الإصلاح داخل المؤسسات التنظيمية ، بدلا من اتباع حوار عميق وشفاف لعلاج اسباب المشكلة من جذورها وضع معالجات مستديمة للأزمات لوت عنق الحقائق عبر الذات الحظي.
حتي اتفاقيات السلام رغم العلل التي فيها كان الإمكان أن تعالج جذور الأزمة تؤسس مشروع وطني حقيقي تمنع تكرار الحرب ،اندثرت بفعل العقل الجمعي للثوار وتغليب ذات علي العام ،الانانية وعدم الاعتراف بالآخر والانتهازية السياسية وتضيق علي الآراء الحرة ،بدلا من حل أصبح وجع والالم يعاني منها أهل تلك المناطق ،لم تعبر عن هموم غالب أهل تلك المناطق ولم تهتم بالسياسات من الأمن والحماية نزاع حقوقهم في ملكية الأراضي أو عودتهم الي مناطقهم الأصلية ،( تقسيم الثروة والسلطة كانت تنال القسمة الأكبر لأنها تبع المفاوضين )
يبقي غياب مشروع وطني حقيقي تضع الوطن فوق الجميع وتؤسس لدولة القانون والمساواة واعترف بالإنسانية للجميع ،عندما تنتهك اعراض في بقعة من بقاع السودان يتداعي لها الجميع يشجب ويستنكر ،تجد من يقومون بشجب وإدانة وقيام بتظاهرات حاشدة أجل انتهاكات حدث خارج الوطن، ولكنهم لا يحركون للجرائم التي تقع لأبناء الوطن هنا تكمن الأزمة الوطنية .مع غياب للتربية الوطنية وتقدم الذات التنظيمي المصلحي الذاتي علي الوطن .
غاب المبادئ والقيم والأخلاق في الممارسة السياسية للمكونات السياسية ،المحصلة كانت ضعف النظام السياسي للدولة وغياب الديمقراطية ،واتساع تدخلات الدولية والخيانة للوطن أجل مكسب ذاتي .
غلب الولاء الإثني علي الولاء والانتماء للتنظيم السياسي ،اقل أزمة سياسية تجد أفراد وجماعات من قبيلة معينة يناصرون ابن قبيلة وان كانت مختلف معه في الرؤية السياسية .يمين وسط وشمال لا يهم فقط المصلحة الذاتية تعلوا ،للاسف انتقلت تلك العدوي لدي كتاب الأعمدة والصحافة والإعلام .
للوصول إلي استقرار سياسي لابد من إصلاح النظام السياسي ،والاتفاق علي قانون الأحزاب السياسية ،لمعرفة المال السياسي( المال الفاسد) التي تنفق الي قيادات الأحزاب ،جعلوا من السياسية مهنه للكسب بدلا من خدمه الناس .لابد وضع آليات للمراقبة عبر نظام تتم توافق عليها وإقرارها في قانون الأحزاب السياسية ، ،ينطبق هذا علي منظمات المجتمع المدني التي تعمل الشان العام .
دور الجيش في الحياة السياسية تحددها طبيعة الدولة والنظام السياسي فيها .الانقلابات العسكرية التي مرت علي السودان كانت وراءها أحزاب سياسية باحثا عن كعكة السلطة لا تطبيقا لمشروع السياسي ،الجيش ذاق حلاوة السلطة عبر السياسيون ، الساسة هم شياطين السودان يوسوسون للجيش حينما يعجزون عن الوصول للسلطة عبر الصندوق الانتخابات يمدحونها حسب طبيعة المصلحة الذاتي مع انتهاء المصلحة يذمونهم ،اضف إلي الطبقات الاجتماعية التي أورثت السلطة من المستعمر (حراس المعبد ) . نظرية المركز و الهامش مع حرب ١٥ ابريل تلاشت ،وتغيرت موازين القوى ، المركز تحول إلي الهامش ويعاني من الوجود في ذاتها رغم استخدام خطب رنانة تارة بمدح والذم .لابد من الوعي والإدراك للحفاظ علي ما تبقي الاعتراف بها ،الوطن ملك للجميع والجميع متساوون فيها في الحقوق والواجبات والتبعية لم تقم لها قائمة بعد اليوم إلا عبر تأسيس لعقد اجتماعي جديد تتم الاعتراف بحق الإنسانية والوطن مع تسوية لأرض الملعب لممارسة العب عليها .
مع مراجعة للذات ،والاعتراف بالاخطاء ونبذ لخطاب الكراهية والبغضاء والعنصرية ،وترسيخ قناعات جديدة تجمع ولا تفرق وتؤسس للدولة قوية وتسد اي ثغرة يمكن أن يلج منها عدوه أو عميل يريد ضرب وجدان الدولة ، لابد من هندسة اجتماعية واقتصادية وسياسية جديدة وقفا لتسوية ارض المعلب للخروج من أزمات الوطن وإدمان الفشل المتراكم ،لمنع قيام أي نزاع جديد تسبب ضياع كيان الوطن وتقسيمها ، مثلما فقدنا جنوب السودان بذات الأسباب الواهيه.
هل يمكن بناء سلام أهلي وتعايش بين مكونات المجتمع السوداني؟ بعد دمار التي أصاب الوطن ،نعم عبر مشروع وطني تؤسس المواطنة بلا تميز .و تحويل القيم المتصارعة إلى مصالح متعاونة،السعي نحو توافق بين قناعات الإسلاميين وثوابت العلمانيين لأجل مصلحة الوطن والشعب.من خلال إدارة التنوع الثقافي والاجتماعي والمذهبي ورد المظالم منع الإفلات من العقاب ومعاقبة المسؤولين كافة مرتكبي الفظائع ،لافشاء السلام والمحبة والصفا بين أبناء الوطن الواحد.
حفظ الله الوطن والشعب.
rukadam77@gmail.com