إمراة جديرة بالاحترام
بقلم الصادق علي حسن
الدكتورة نصرة إبراهيم علي موسى المشهورة بنصرة مادبو حاصلة على الدكتوراة في دراسات السلام وتنمية المجتمع وبخلاف عملها في المجال الأكاديمي محاضرة بالجامعات فهي ناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان وقضايا المراة ، ظروف الحرب اللعينة الدائرة منذ منتصف شهر ابريل الماضي اجبرتها مع ابنتها الكبرى خريجة مختبرات طبية واطفالها الصغار بالنزوح إلى مدينة دنقلا وأقامت مع أسرة كريمة ثم انتقلت إلى مدرسة المتفوقين بنين بدنقلا ، ما ان وصلت د نصرة إلى مدينة دنقلا فكرت في الإعتماد على ذاتها فقد نشأت في أسرة كريمة علمتها التعفف والإعتماد على النفس وإن اليد العليا خيرا من السفلى ، في زيارتي لمركز الأيواء بمدرسة المتفوقين بنين بدنقلا علمت منها بانها عند وصولها وأسرتها إلى مدينة دنقلا اقامت اولا مع أسرة كريمة ثم انتقلت إلى مركز الأيواء بعد ان علمت بوجود العشرات من الخريجات من كل المهن والتخصصات والعاملات بالوظائف المختلفة بالدولة وانها لم تشاء ان تكلف تلك الأسرة المزيد من تبعات الحياة المرهقة وهي معها ابنائها الصغار ، و بعدما وصلت إلى مركز الأيواء بحثت عن عمل يناسب ظرفها الأستثاني المؤقت وبدات بصنع انواع من التحلية حيث انها تجيد صناعة العديد من انواع الطعام وبالفعل وبعد فترة وجيزة صارت تحصل على عائد مجزي ولكن تركت الذهاب إلى السوق لأسباب ذكرتها لي وكانت اسبابها وجيهة ثم صارت تقوم بعواسة الكسرة لإمراة تقوم ببيع الأطعمة في السوق من بعد صلاة الصبح نظير مبلغ مالي صغير ولكن يغطي لها بعض من احتياجات اسرتها الصغيرة.
- الدروس المستفادة من تجربة د نصرة حينما يكون الشخص قد تربى على مكارم الأخلاق والقيم الفاضلة والإعتماد على النفس تجده يعتمد على نفسه حتى في الظروف الإستثنائية ولا يلجأ لغيره او يتحول إلى عالة .
- كثيرات من النساء في ظروف هذه الحرب اللعينة لم تضعف عزائمهن ولجأن إلى وسائل كسب العيش الشريف ومنهن د نصرة ، د نصرة بجانب حرصها على كسب العيش الشريف لم تتوقف رسالتها المجتمعية في التوعية والتثقيف ومن ضمن الأنشطة التي حرصت على مزاولتها مناشط الرسم للأطفال بمركز الأيواء والمشاركة في تنفيذ كورسات الإسعافات الأولية للنزلاء من قبل الهلال الأحمر .
مثل د نصرة تمثل خيرة انموذج لمستقبل المجتمع السوداني ما بعد نكبات الحرب وهي واجهة مشرقة لمن يعملون في الوظيفة العامة وفي العمل الطوعي الإنساني .