استيلا قايتانو وحرب 15 أبريل فى الخرطوم
دروب الحقيقة
ي ي___
الكاتب : احمد مختار البيت
أنغام الحرية
ا
الفقرات أدناه من رواية المبدعة الجنوبية استيلا قايتانو (أرواح إدو)، أو الكائن السماوي، الطبعة الثانية، وهى الرواية الفائزة بجائزة القلم البريطانية (pen) عن الأدب المترجم لسنة 2020م، من دار رفيقي للطباعة والنشر، العنوان (اطلع برة a سوق رجال مافي، عمارة رفيقي، جوبا _جمهورية جنوب السودان، وتشير الكاتبة في صفحة 258 إلى أن الرواية تمت في ديسمبر 2018م.
هل استيلا ساحرة، تقرأ وتتنبأ بالمستقبل، وما يحدث فيه، أم أنه الإلهام والإحساس العميق بمعاناة الناس، كان قدر استيلا أن تعيش محنة وطنها المصلوب على جغرافية دولتين. وهمومه، التي لا تنفصل عن همومها الذاتية ومعاناتها الشخصية ..
(1)
(عام الفوضى..تقسيم الناس إلى عدة فرق،مؤيدين ومعارضين وحيارى..حيث انزلقت البلاد نحو عنف ملأ الشوارع بالأسئلة والدم والجثث والندم فيما بعد.
لا ادري متى سيتوقف هذا التناسل الطحلبي للإنقلابيين؟! الكل يرغب بالركوب على ظهور الآخرين، هذه إهانة بائنة لمؤسسة الجيش وللمدنيين على السواء.
أكره الرجال الذين ينقلون المعارك لقلب المدن) ص93 و94.
(اشتبكنا مع المهاجمين دون مقدمات وبقليل من المعلومات غير المؤكدة دارت معركة شرسة في وسط المدينة، بعد ساعات لم استطع احصاءها أخذ المهاجمون يتراجعون وأعادت القوات المسلحة السيطرة على النقاط الاستراتيجية ثم ازداد الأمر صعوبة عندما احتمى المهاجمون بأحياء المواطنين، كانت الجدران حواجز حماية، والأزقة خنادق والجميع في مرمى الرصاص، الصمت مطبق كان الناس لم يستيقظوا بعد،كان الخوف يلجم الجميع، حتى الكلاب والديكة ابتلعت نباحها وصياحها، عند منتصف النهار جاءتنا قوات داعمة من المدن القريبة وانخرطوا سريعا في المعارك الفوضوية، كان هناك تخبط واضح، أصبح الجميع يضرب كيفما اتفق بدافع الغضب والشعور بالإهانة والخوف معا)ص196
(كلما مرت ساعة كان الأمر يزداد سوءا، بدأ المهاجمون يدخلون إلى الأحياء السكنية ليحتموا داخل الأحياء ، تبا لهم هذا جبن بائن، لجعلنا نتردد في إطلاق النار ولكننا لم نتردد للأسف
استمرت المعارك الضارية خاصة ناحية المطار والإذاعة والقيادة العامة، والأحياء التي حولها.
انفجر الغضب داخلي واصدرت أوامري لجنودي بأن يضربوا بيد من حديد، لن نكون رجالا إذا تركنا وطننا يستباح من قبل أي كان ونحن على قيد الحياة، حاربوا ببسالة..هل كانت حربا ؟!لست أدري لم يكن هناك وقت لطرح الأسئلة ، بالطبع هذه حرب، في مثل بلادنا هذه يستطيع أي جنديين إشعال الحرب عندما يصوب أحدهم بندقية محشوة بعشرات الطلقات إلى زميله.
عمت الفوضى، فوهات البنادق مصوبة على الجميع، كان الموت يتبختر في الشوارع ويصطاد المواطنين من داخل بيوتهم بطلقات طائشة، لم يكن هناك هدف واضح، كأننا نقاتل أشباحا.
هبط الظلام سريعا كأنه قفز فوق الساعات لتغرق المدينة في العاصمة، لم يشعل أحد المصابيح
كانت الرصاصات المتبادلة تتقاطع في السماء كألعاب نارية شديدة الغدر)
ص197.