اخر الاخبار

تقرير لشبكة عاين قوات درع السودان مليشيا لها علاقة بتنظيم الإخوان المسلمين

0


تقرير/شبكة عاين

“درع السودان” .. خبايا مليشيا عسكرية تتحرك بحرية في مدن السودان

تحت الأنظار، تتحرك مليشيا ما يسمى بـ”درع السودان” في مدن رئيسية بالبلاد بينها العاصمة الخرطوم بكامل عتادها وهي تنشط في عمليات تجنيد واستقطاب حاد وسط السكان، في وقت تغض السلطة الانقلابية الطرف حول هذه التحركات الأمر الذي يثير تساؤلات عديدة.

صمت جنرالات الانقلاب تجاه هذه التحركات يثير الشكوك بشأن علاقة خفية تربط المليشيا بدوائر وسط الجيش السوداني ذات ولاء لنظام الاخوان المسلمين المخلوع، وهو افتراض تدعمه وتعززه أفادت مهتمين ومعلومات حصلت عليها (عاين).
إلى جانب ذلك، تكشف هوية بعض العناصر التي تصدرت المشهد كقيادات لهذه القوات الغموض تجاه الجهات التي تقف خلف هذه المليشيا، فغالبهم ضباط متقاعدين كانوا ضمن صفوف الجيش السوداني ولديهم انتماءات للحركة الإسلامية التي حكمت السودان لثلاثة عقود وتم عزلتها بثورة شعبية في أبريل 2018.

وجرى الإعلان عن قوات درع السودان في منطقة بجبال الغر بسهل البطانة وسط البلاد في السابع والعشرين من ديسمبر الماضي، وأعلن أبو عاقلة محمد أحمد كيكل عن نفسه قائداَ للمليشيا، وكان ذلك بعد أسابيع من إعلان المتحدث الرسمي للجيش السوداني سابقا العقيد معاش الصوارمي خالد سعد عن تشكيله برفقة ضباط متقاعدين حركة مسلحة من داخل الخرطوم باسم “كيان الوطن” والتي اختفى اثرها بعد أيام قليلة عقب اعتقال سلطة الانقلاب لمؤسسيها والإفراج عنهم لاحقاً.
وكثفت المليشيا نشاطها خلال الشهرين الماضيين في مناطق وسط السودان، لاسيما منطقة البطانة وسنار والجزيرة ونصبت خيام في مدن رئيسية لتجنيد مواطنين للانضمام الى صفوفها، ووصلت مطلع هذا الأسبوع منطقة حطاب شمالي الخرطوم بكامل عتادها، لكن توتر بينها والسكان المحليين حال دون إقامة الفعالية وفقا لما كان مخطط لها.

وبحسب معلومات حصلت عليها (عاين) من مصدر عسكري، فإن قوات درع السودان تأتي كبديل للحركة التي أسسها الصوارمي برعاية الاستخبارات العسكرية التابعة للجيش، وهي تأتي ضمن مخطط يستهدف بشكل أساسي الترتيبات الأمنية في اتفاق جوبا بغرض إغراق القوات المسلحة بعناصر تنظيم الإخوان في عمليات الدمج والتسريح.
“تسببت حركة الصوارمي في حرج كبير للمؤسسة العسكرية كونها نشأت في قلب العاصمة الخرطوم ويقودها ضباط بارزين في القوات المسلحة مما دفعها لاعتقالهم صورياً بغرض إبعاد الشبهات وإطلاق سراحهم خلال فترة وجيزة، ومن ثم التفكير في صناعة مليشيا تتولى أمرها عناصر مغمورة من الصف الثالث للإخوان المسلمين في الجيش، فكان الخيار هو درع السودان” يقول المصدر العسكري.

ووفقاً لذات المصدر، فإن قائد المليشيا أبو عاقلة كيكل كان ضابطاً في الجيش السوداني ووصل حتى رتبة الرائد قبل إحالته للتقاعد، وشارك بفاعلية مع القوات المسلحة في حربها ضد الحركات المسلحة في إقليم النيل الأزرق وجنوب شرق البلاد، ويعتقد بأنه كان حلقة وصل في تزويد حلفاء النظام البائد في الدول المجاورة بالأسلحة.

وتضم المليشيا ضباط متقاعدين بينهم وليد الشوبلي وآخرين من حركة الصوارمي، الجيلي محمد سليمان والعقيد معاش محمد رحمة الله، وهو ما يؤكد أن درع السودان جاءت كامتداد لما يسمى بكيان الوطن.
ويشير المصدر، الى أن هذه المليشيا يقودها 16 من الضباط الفنيين المتقاعدين من الدفعتين 40 و42 في القوات المسلحة السودانية و المعروفتين بولاء ضباطها الصارم لتنظيم الحركة الاسلامية، بينما تدار أنشطة قوات درع السودان عبر خلية مقرها معهد الاستخبارات العسكرية بالخرطوم، وفق المصدر ذاته.

مصدر عسكري: خلية معهد الاستخبارات العسكرية تدير هذه المليشيا وكل أنشطة الإسلاميين ولديها تواصل مع ضباط سودانيين متقاعدين في تركيا، بجانب ضخمة في موريتانيا وتركيا، وتعمل هذه المليشيا بعتاد الجيش

ونوه المصدر العسكري، إلى أن خلية معهد الاستخبارات العسكرية تدير هذه المليشيا وكل أنشطة الإسلاميين ولها امتدادات وتواصل مع ضباط سودانيين متقاعدين في تركيا، ولديها مشاريع استثمارية ضخمة في موريتانيا وتركيا، وربما يتم استغلالها في تمويل قوات درع السودان، بينما تعمل المليشيا حاليا بعتاد ومهمات تتبع للجيش.

وتلاحظ ايضاً وجود قاسم مشترك بين درع السودان وكيان الوطن، فكلاهما يطالب بإلغاء اتفاق جوبا للسلام في السودان بزعم أنه اعطى امتيازات سياسية واقتصادية لأقاليم سودانية على حساب الأخرى وتهميش شمال ووسط البلاد ما يُعتقد انه قلق الاستخبارات العسكرية من اتفاقية السلام ورعبها من ملف الترتيبات الأمنية على وجه التحديد والذي ما زالت تماطل في انفاذه.

وفي هذا السياق، يرى الضابط المتقاعد في الجيش السوداني خليل محمد سليمان، أن هذه المليشيا تكونت خصيصاً لأجل ملف الترتيبات الأمنية في محاولة لإدراجها ضمن الحركات المسلحة الموقعة على اتفاقية جوبا للسلام في السودان، إذ يريد فلول النظام البائد تعويض ما فقدوه وضم كتائبهم من كوادرهم ضمن برنامج الدمج المرتقبة.

ضابط متقاعد: “درع السودان” مليشيا تتبع للإسلاميين وهي بمثابة ظهور رسمي وعلني لكتائب الظل والأمن الشعبي الخاصة بالنظام الإخواني.

“درع السودان في الاساس مليشيا تتبع للإسلاميين، وهذا أمر واضح كالشمس، وقادتها هم إسلاميين من الصف الأول نعرفهم جميعاً، وهي بمثابة ظهور رسمي وعلني لكتائب الظل والأمن الشعبي الخاصة بالنظام الإخواني البائد بعد أن كانت تعمل في الخفاء وبشكل سري”، يقول خليل سليمان في مقابلة مع (عاين).

ويرى سليمان، أن السماح لهذه المليشيا بحرية الحركة يعتبر تقنين للفوضى وإعطاء الضوء الأخضر لعودة عناصر النظام البائد بزي عسكري، وهي محاولة لفرض أمر واقع.
مهمات عسكرية مسؤول سابق: هذه المليشيا لها مستوى تسليح متقدم لا تملكه الا الدولة مثل مضادات الطائرات والثنائي ودوشكات خارقة للدروع ودانات الأربجي، وهو تسليح لا يمكن أن تستحوذ عليه مليشيات او عصابات دون علم الدولة
عضو لجنة تفكيك التمكين المجمدة عروة الصادق، يقول إن “المليشيا تعمل تحت غطاء نظامي سواء بعلم قائد الانقلاب او بدون علمه، فمعلوم أن المهمات العسكرية الجديدة من ملبوسات واحذية وذخائر والمركبات لها صلة بسلاح الأسلحة أو منظومة الصناعات الدفاعية أو التصنيع الحربي وهي مؤسسات نظامية تتبع للجيش ولا يمكن أن يخرج منها شيء دون علم”.

ويضيف الصادق في مقابلة مع (عاين): “هذه المليشيات لا تعمل تحت جنح الليل وإنما في وضح النهار وبأسماء معلومة وليست مستعارة ولم تتوارى بل تتواجد في الإعلام ولها ناطق رسمي كان قد تحدث باسمها في مؤتمر صحفي مثل الجنرال الصوارمي خالد سعد وهو ضابط معروف في الجيش السوداني وتقلد مناصب رفيعة خلال عمله في المؤسسة العسكرية منها المتحدث الرسمي”.

“نشاط المليشيا يعكس تحول في خطط و تكتيكات تنظيم الإخوان المخلوع للعودة إلى المشهد، من صراع سياسي مدني الى العنف العسكري”. المحلل السياسي أحمد حمدان
ويقول حمدان في مقابلة مع (عاين): أن “نتيجة الاستقطاب الذي تنشط فيه هذه المليشيا فتنة قبلية مجتمعية في المدى القريب وتمهيداً ربما إلى حرب أهلية مدمرة، فهي تعكس تحول في خطط وتكتيكات تنظيم الإخوان المخلوع للعودة إلى المشهد، من صراع سياسي مدني الى العنف العسكري”.

ويضيف حمدان: “هذا لن يكن مثل الحرب الكلامية التي كانت تديرها ابواق الاخوان المسلمين عقب سقوط التنظيم والتي لم تسفر عن أي نتائج، وانما هي مليشيات تعمل على استقطاب المواطنين وتعبئتهم بخطاب عنصري بغيض، وهذا هو مكمن الخطورة.

“للأسف كل ذلك يتم بعلم الشرطة والأجهزة الأمنية في الولايات والعاصمة الخرطوم، بينما يتم الترويج لمشروع هذه المليشيا عبر منصات إعلامية تدعي الاستقلالية ولكن في واقعها تتبع لقوات نظامية وأخرى مملوكة لفلول نظام الإخوان البائد ولم يتم حتى استفسارها رغم ترويجها لمحتوى عنصري جهوي يهدد الدولة السودانية”. يقول عروة.

ويتابع: “هذه المليشيا لها مستوى تسليح متقدم لا تملكه الا الدولة مثل مضادات الطائرات والثنائي ودوشكات خارقة للدروع ودانات الأربجي، وهو تسليح لا يمكن أن تستحوذ عليه مليشيات او عصابات دون علم الدولة، الشيء الذي يؤكد أن تحركات ما يسمى بقوات درع السودان تأتي برعاية حكومة الأمر الواقع الانقلابية، وهذا امر يستوجب التوقف والمساءلة والا سوف نجد أنفسنا تحت وابل الرصاص داخل المدن”.

انغام الحرية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.