اخر الاخبار

مبادرة مالك عقار بين القبول والرفض

0


بقلم / آدم موسي. أوباما
.باحث في الشأن السوداني وغرب أفريقيا.

.دخلت حرب ١٥ ابريل ٢٠٢٣م بين الجيش والدعم السريع شهرها الخامس، وخلقت واقع مأساوي شديد الخطورة حيث دمرت البني التحية للبلاد وشردت أكثر من ١٠ مليون سوداني داخليا وخارجيا، ومازال الطرفان RSF and SAF، يتجاهلان المبادرات المحلية والدولية، ولم توفق كل الأطراف في الوصول إلي وقف إطلاق نار دايم ومن ثم الدخول في حوار سياسي تقوده القوي السياسية ومنظمات المجتمع المدني، لمعالجة جذور الازمة التي، تعصف بالبلاد، والتي تقف في سلم المعالجة ابعاد أطراف الصراع من المشهد السياسي القادم لأنه ثبت من الواقع أن
ليس هناك حل عسكري لهذا النزاع سوى الجلوس إلى طاولة مفاوضات جادة .
منذ 15أغسطس 2023م أصبحت مدنية بورتسودان عاصمة مؤقتة، ودعا مالك عقار إلى خارطة طريق لحل الأزمة السودانية تبدأ بالتوصل لوقف إطلاق نار بين الجيش والدعم السريع، وتحديد مواقع تجمع قوات الدعم السريع بعيدا عن المناطق المدنية والفصل بين القوات والالتزام بعدم تعريض حياة المدنين للخطر، وكانت المبادرة خطوة إيجابية في تقديري، لكن السيد عقار يعلم جيدا، أن أي وسيط لابد أن يكون محايد، حتي يجد القبول من الأطراف المتنازعة، وتلك بديهيات في فنون التفاوض والمبادرات، وهو مالم يدركه عقار، الذي اعتبرته قوات الدعم السريع جزء من صراع، والدليل علي ذلك مشاركة قواته مع الجيش، خاصة في مناطق أمدرمان الثورة وحسب افادات عدد من المدنيين ارتكتب قواته انتهاكات جسيمة في حقوق الأنسان، وهذا ما اضعف المبادرة واهدر وقت مهم للسودانيين المتضررين .صحيح كل الأطراف RSF and SAF ارتكبت انتهاكات جسيمة ضد المدنيين وتتطلب لجان تحقيق ومحاسبة ،خاصة قوات الدعم السريع والمليشيات المساندة لها التي ارتكبت جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في الخرطوم وفي العديد من مدن إقليم دارفور، وهناك العديد من المنظمات الحقوقية أشارت إلى ذلك، منها منظمة Amensty international and human rights watch, والمدعي العام للمحكمة الجنائية ICC و بعثة الأمم المتحدة لدعم الإنتقال في السودان.
إن خارطة الطريق التي أعلنها السيد مالك عقار تتمثل في سلع محاور هي:
1/ تنزيل ودعم وتنفيذ خارطة الطريق، لإيقاف الحرب ، وتسهيل كافة عمليات الإغاثة الإنسانية وتسيير وصول المساعدات الإنسانية للمدنيين المحتاجين في كل أقاليم السودان.
٢/استمرار التواصل مع كافة الأطراف، للحد من رقعة انتشار الحرب ومنع انتشارها في مناطق جديدة .
٣/ضمان انسياب المرتبات للعاملين في الخدمة المدنية و تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين، وهنا لا يسعني إلا أن أتقدم بالشكر والامتنان للأطباء والمهندسين والعمال ،في قطاع الكهرباء والمياه والمعلمين والشباب المتطوعين ولجان المقاومة وغرف الطواريء.
٤/التواصل مع القطاع الخاص واناشدهم هنا ، بعد السماح لاقتصاد الحرب زياده معاناة المواطنين، وسنتعاون معهم لتسهيل كافة العقبات في استيراد السلع والمواد الغذائية والمسلتزمات الضرورية.
إن خارطة الطريق التي طرحها مالك عقار ولدت ميتة لن يتكب لها النجاح ولم تجد أي قبول من الأطراف المتصارعة والقوي السياسية والمجتمع والمدني والدولي والاقليمي، لأن افتقدت منذ للبدء عناصر نجاحها، ولم تعدو أن تكون حسن نوايا من احد أطراف الحرب، بالرغم من الجولات الخارجية للسيد عقار لأكثر من ثلاثة أشهر في كل من إديس ابابا، وموسكو وكمبالا، ونيروبي والقاهرة .
و السيد مالك عقار يبدو أنه لا يملك رؤية لحل الأزمة وعدم حياديته اضرت بجهده، بل أربك المشهد السياسي كله، في ظل وجود مبادرات داخلية وخارجية، مقبولة من أطراف النزاع، خاصة المبادرة السعودية الأمريكية، التي عرفت بمنبر جدة، حظيت بدعم دولي كبير .
إن السيد عقار له تصريح لقناة الجزيرة في بداية إنقلاب ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١م وصف فيه الثوار ولجان المقاومة الذين يخرجون في مظاهرات سلمية مناهضة للانقلاب، وصف ما يقومون به بأنه فوضي، ونسي مالك عقار ومجموعة سلام جوبا أن وصلولهم للسلطة كان عن طريق ثوار ديسمبر المجيدة ٢٠١٨م إلى ٢٠١٩م فبفضل تحضياتهم تنسموا وظائفهم ومناصبهم التي استخدموها ضد إرادة الثوار وجماهير الشعب السوداني، ولولا تلك الثورة والتضحيات لظل عقار إلى اليوم خارج حدود السودان.
،لقد فشل السيد عقار في ممارسة الديمقراطية في الجبهة الثوررية السودانية، عندما انتهت دورته، وجاء دور دكتور جبريل إبراهيم في اجتماعات باريس ٢٠١٨م وتنكر للمواثيق والعهود لذلك ضعفت ثقة الجميع فيه إن لم تنعدم، وأصبح وجوده صوريا، يستخدمه إنقلاب 25 أكتوبر في العلاقات العامة بين الدول.إن الصراع في السودان، سوف يهدد السلم والأمن الدوليين خاصة أن السودان يقع وسط دول تعاني من هساشة أمنية وصراعات طويلة، كليبيا، وأثيوبيا وجنوب السودان وأفريقيا الوسطى وتشاد وأرتريا، وعلي المجتمع الدولي ممارسة أقصى الضغوط علي طرفي الصراع للتوصل إلى وقف إطلاق وإنهاء الحرب العبثية في أقرب وقت قبل أن تمتد إلى أقاليم السودان المختلفة فهي الآن في كردفان ودارفور والنيل الأزرق والخرطوم ولكن تداعياتها تنذر بحرب أهلية شاملة في السودان سوف تهدد وحدة السودان كدولة وشعب ،لذلك على طرفي الصراع الانتهباه لما يجري تحتهما. وعليهما إنهاء الحرب فورا دون شروط, والتصدي لفلول النظام البائد التي تحاول العودة إلى السلطة، على حساب أمن وأستقرار الوطن كله، وهذا الأمر أصبح جليا من خلال مليشياتهم المسلحة التي تقاتل مع الجيش تحت دعاوي العمل الخاص، والمجموعات المستنفرة في الولايات من منسوبي النظام البائد وتوابعه.
التي لم يع الدرس من ثورة ديسمبر العظيمة، في ٢٠١٨م حتى أسقطت بفعل الجماهير.
والشعب السوداني وثواره وثائراته مصصمون أن ليس هناك ردة أو رجوع إلى الخلف بعد ثورة ديسمبر المجيدة، وهى منتصرة ستحقق شعاراتها في الحرية والسلام والعدالة .

نواصل ……

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.